عشرون عامًا مَرَّت ولازلتُ لا أملُّ أبدًا مِن مشاهدة تلك المَشاهِد يومَ أن غَزَا جنودُ الإسلام أمريكا الصليبية في عقر دارها ودَكُّوا حصونَها وأحالوها أثرًا بعد عَيْن..
كنتُ لازلتُ طالبًا في الجامعة يومها، ولمَّا رأيتُ تلك المشاهد الحية راودني شعورٌ عجيبٌ بالفخر؛ قَبْل أنْ أعرِفَ مَن الذي نفذها، ورغم أنّ التحليلات كَثُرَت في تلك الأيام حول هوية المنفذين؛ بعضُها ظَنّ أنّ اليابانيين ينتقمون لهجمات هيروشيما ونجازاكي، والبعضُ اِتَّهَم الجبهة الشعبية الشيوعية الفلسطينية، والكثيرُ رَجَّح تنظيمَ قاعدة الجهاد والشّيخَ أسامة بن لادن تقبله الله؛ فَلَم يخالجني الشك أنّ المسلمينَ هُم الذين ينتقمون لنا في فلسطين..
وفعلًا خَرَج بَعدها أسَدُ الإسلام ومجدد الجهاد في هذا الزمان الإمامُ أسامة وقال مقولته الشهيرة “لن تَذُوق أمريكا الأمنَ قبل أن يذوقه الفلسطينيون واقعًا”
هذه الغزواتُ التي لا زالت مَحَلَّ خلافٍ واسعٍ بين مبارِكٍ ومؤيِّد، ومُتَحفِّظٍ ومُنكِر؛ كانت وسَتَبقى أكبرَ غزوةٍ إرهابيّةٍ في العصر الحديث، وهي التي أصابت الاقتصاد الأمريكي الرأسمالي الرّبوِيَّ في مَقتل، حتى أنّ أمريكا في تلك الأيام لكي تستطيع الخروجَ مِنَ الهَزَّة التي أصابت اقتصادها أُشِيع أنها قامت لبضعة أشهُرٍ بإلغاء الفوائد، وقَلَّصَت الضرائب بحيث لا تتجاوز 2.5 %، بمعنى أنها أُرغِمَت على العمل بنظامٍ شَبيهٍ بالنظام الاقتصادي الإسلامي لتجاوز الأزمة..
ومع ذلك لَم تَكُن لِتَخرُج مِن أزمَتِها المالية، بل تفاقمت هذه الأزمةُ وتدحرجت كَكُرة الثلج حتى أصبحت عالميّةً؛ وظهرت بقوّةٍ عام 2008 نتيجةً لتلك الغزوات المباركة، وهذا ما صَرَّح به المختصون والخبراء، فلقد استمعتُ للقاءٍ مع مديرِ البنك المركزي اللبناني على قناة العربية السعودية عام 2008 وهو يتحدث عن الأزمة الاقتصادية العالمية آنذاك فقال بالحرف: ( هذه الأزمة الاقتصادية العالمية ليست وليدةَ الساعة، فلقد كانت البدايةُ منذ لحظة اصطدام الطائرات بأبراج التجارة العالمية في نيويورك )..
ولا زال العالَم الرأسماليُّ ونظامُه الرِّبوِيُّ ينتظرُ موجةً جديدةً قد تَكُون أسوأ من سابقتها عام 2008، وأمريكا الصليبية تَعلَم ذلك جيدًا وتَعلَم أنها لم تَعُد القوةَ الأولى والقطب الأوحد عالميا كما في السابق، وأنها تنتظر لحظة انكماشها وعودة جيوشها إلى ما خلف المحيط -كما وَعَدَها الشّيخُ أسامة- لتتفرغ لإدارة أزماتها، فهاهي قد فاوضت الإمارةَ الإسلامية في أفغانستان -أعزها الله- على خروجٍ آمِنٍ مِنَ المستنقع الأفغاني الذي زاد في ورطتها منذ دَخَلَت أفغانستان لتحارِبَ الإسلام والمسلمين وتُسقِط حُكْم الشريعة، فَخَيَّب الله سَعيَها ورَدَّهَا بغيظها لَمْ تَنَل خيرًا، واليومَ قد خرجت جيوشِها الغازيةِ مِن وَحْل أفغانستان مهزومة مدحورة لا تُرِيد سِوَى أن تَأمَنَ على نَفْسِها في بلدها، ولن تَأمَنَ من بطش الله وعقابه؛ وبأيدي عباده كَرّةً أخرى بعون الله..
ومَهما أنكَر المُنكِرون على المجاهدينَ اجتهادَهُم في غزوة منهاتن المباركة؛ ومَهما كان لهم مِن مآخذ أصابوا فيها أم لم يصيبوا؛ إلا أنّ الحقيقةَ التي لا يجب أن يَختلِف عليها أحدٌ هي أنّ هذه الغزوات كانت بدايةَ النهايةِ لسيطرةِ أمريكا الصليبية على العالَم، وما دَفَعَه المسلمون مِن ثمنٍ بعد هذه الغزوات كان يستحق النتيجة المرتقبة، والتي سَنُبصِرِها قريبًا عندما تنكمش أمريكا ذليلةً في بلادها وتَرفَع يَدَها راغِمةً عن مُقَدَّرَات أُمَّتِنا وتَترُك عبِيدَها في أنظمة الحكم الطاغوتية يواجهون مصيرَهُم، والبداية هي أفغانستان..
ولعل الله أنْ يُمَكِّنَ المجاهدين مِن إعادةِ الكَرَّة مَرّةً أخرى على أمريكا بغزوةٍ أشَدَّ وأنكَى مِن غزوةِ منهاتن، فَيَكُون هذا بمثابة الطلقة الأخيرة..
ان المذهبية النفسية بين حرية وحتمية السلوك تجعل المنظور السلوكي مختلف جداً، اضافة الى ان هنالك فرق كبير بين العلاج النفسي حين يكون ذو مرجعية علمية بحثية رصينة، مقابل العلاج النفسي الذي تحكمه الفلسفة والمنظورات الفلسفية
كان يجلسُ وحيدًا، تحت نخلةٍ، يسند ظهره إليها، يتناول حصًى من الأرض ، ويرميها بصمتٍ.
كنتُ في أوائل العشرينات من عمري، وكان هو في أوائل الثّلاثينات، كنتُ أسمع عن شجاعته، وعن عقيدته القِتاليّة، وعن حماسته، لكنّني في تلك اللّيلة رأيتُ منه وجهًا آخر، اقتربت منه وسألتُه : “كيفَ ترى الأمور؟
لعل من أكبر مخاطر بقاء السلطة في يد العسكر بدون أن يكون هناك وازع ديني أو منظومة أخلاقية تحاسب وتشرف على هذه السلطة ؛ هو ما نشاهده من بادرة حرب أهلية في بلد السودان الحبيب.
ذكرياتُ غزوةِ منهاتن المباركة
نشرت من قبل administration_admin في
📝 ذكرياتُ غزوةِ منهاتن المباركة..
عشرون عامًا مَرَّت ولازلتُ لا أملُّ أبدًا مِن مشاهدة تلك المَشاهِد يومَ أن غَزَا جنودُ الإسلام أمريكا الصليبية في عقر دارها ودَكُّوا حصونَها وأحالوها أثرًا بعد عَيْن..
كنتُ لازلتُ طالبًا في الجامعة يومها، ولمَّا رأيتُ تلك المشاهد الحية راودني شعورٌ عجيبٌ بالفخر؛ قَبْل أنْ أعرِفَ مَن الذي نفذها، ورغم أنّ التحليلات كَثُرَت في تلك الأيام حول هوية المنفذين؛ بعضُها ظَنّ أنّ اليابانيين ينتقمون لهجمات هيروشيما ونجازاكي، والبعضُ اِتَّهَم الجبهة الشعبية الشيوعية الفلسطينية، والكثيرُ رَجَّح تنظيمَ قاعدة الجهاد والشّيخَ أسامة بن لادن تقبله الله؛ فَلَم يخالجني الشك أنّ المسلمينَ هُم الذين ينتقمون لنا في فلسطين..
وفعلًا خَرَج بَعدها أسَدُ الإسلام ومجدد الجهاد في هذا الزمان الإمامُ أسامة وقال مقولته الشهيرة “لن تَذُوق أمريكا الأمنَ قبل أن يذوقه الفلسطينيون واقعًا”
هذه الغزواتُ التي لا زالت مَحَلَّ خلافٍ واسعٍ بين مبارِكٍ ومؤيِّد، ومُتَحفِّظٍ ومُنكِر؛ كانت وسَتَبقى أكبرَ غزوةٍ إرهابيّةٍ في العصر الحديث، وهي التي أصابت الاقتصاد الأمريكي الرأسمالي الرّبوِيَّ في مَقتل، حتى أنّ أمريكا في تلك الأيام لكي تستطيع الخروجَ مِنَ الهَزَّة التي أصابت اقتصادها أُشِيع أنها قامت لبضعة أشهُرٍ بإلغاء الفوائد، وقَلَّصَت الضرائب بحيث لا تتجاوز 2.5 %، بمعنى أنها أُرغِمَت على العمل بنظامٍ شَبيهٍ بالنظام الاقتصادي الإسلامي لتجاوز الأزمة..
ومع ذلك لَم تَكُن لِتَخرُج مِن أزمَتِها المالية، بل تفاقمت هذه الأزمةُ وتدحرجت كَكُرة الثلج حتى أصبحت عالميّةً؛ وظهرت بقوّةٍ عام 2008 نتيجةً لتلك الغزوات المباركة، وهذا ما صَرَّح به المختصون والخبراء، فلقد استمعتُ للقاءٍ مع مديرِ البنك المركزي اللبناني على قناة العربية السعودية عام 2008 وهو يتحدث عن الأزمة الاقتصادية العالمية آنذاك فقال بالحرف:
( هذه الأزمة الاقتصادية العالمية ليست وليدةَ الساعة، فلقد كانت البدايةُ منذ لحظة اصطدام الطائرات بأبراج التجارة العالمية في نيويورك )..
ولا زال العالَم الرأسماليُّ ونظامُه الرِّبوِيُّ ينتظرُ موجةً جديدةً قد تَكُون أسوأ من سابقتها عام 2008، وأمريكا الصليبية تَعلَم ذلك جيدًا وتَعلَم أنها لم تَعُد القوةَ الأولى والقطب الأوحد عالميا كما في السابق، وأنها تنتظر لحظة انكماشها وعودة جيوشها إلى ما خلف المحيط -كما وَعَدَها الشّيخُ أسامة- لتتفرغ لإدارة أزماتها، فهاهي قد فاوضت الإمارةَ الإسلامية في أفغانستان -أعزها الله- على خروجٍ آمِنٍ مِنَ المستنقع الأفغاني الذي زاد في ورطتها منذ دَخَلَت أفغانستان لتحارِبَ الإسلام والمسلمين وتُسقِط حُكْم الشريعة، فَخَيَّب الله سَعيَها ورَدَّهَا بغيظها لَمْ تَنَل خيرًا، واليومَ قد خرجت جيوشِها الغازيةِ مِن وَحْل أفغانستان مهزومة مدحورة لا تُرِيد سِوَى أن تَأمَنَ على نَفْسِها في بلدها، ولن تَأمَنَ من بطش الله وعقابه؛ وبأيدي عباده كَرّةً أخرى بعون الله..
ومَهما أنكَر المُنكِرون على المجاهدينَ اجتهادَهُم في غزوة منهاتن المباركة؛ ومَهما كان لهم مِن مآخذ أصابوا فيها أم لم يصيبوا؛ إلا أنّ الحقيقةَ التي لا يجب أن يَختلِف عليها أحدٌ هي أنّ هذه الغزوات كانت بدايةَ النهايةِ لسيطرةِ أمريكا الصليبية على العالَم، وما دَفَعَه المسلمون مِن ثمنٍ بعد هذه الغزوات كان يستحق النتيجة المرتقبة، والتي سَنُبصِرِها قريبًا عندما تنكمش أمريكا ذليلةً في بلادها وتَرفَع يَدَها راغِمةً عن مُقَدَّرَات أُمَّتِنا وتَترُك عبِيدَها في أنظمة الحكم الطاغوتية يواجهون مصيرَهُم، والبداية هي أفغانستان..
ولعل الله أنْ يُمَكِّنَ المجاهدين مِن إعادةِ الكَرَّة مَرّةً أخرى على أمريكا بغزوةٍ أشَدَّ وأنكَى مِن غزوةِ منهاتن، فَيَكُون هذا بمثابة الطلقة الأخيرة..
فَاللَّهم أَعِد علينا أمجاد غزوة منهاتن..
🖋 الشيخ الزبير أبو معاذ الفلسطيني
صانع المجد
شارك هذا الموضوع:
معجب بهذه:
مواضيع ذات صلة
مقالات ذات صلة
أبحاث
عن علم النفس
ان المذهبية النفسية بين حرية وحتمية السلوك تجعل المنظور السلوكي مختلف جداً، اضافة الى ان هنالك فرق كبير بين العلاج النفسي حين يكون ذو مرجعية علمية بحثية رصينة، مقابل العلاج النفسي الذي تحكمه الفلسفة والمنظورات الفلسفية
المدونة
أسرار من حرب فلسطين 1948م
كان يجلسُ وحيدًا، تحت نخلةٍ، يسند ظهره إليها، يتناول حصًى من الأرض ، ويرميها بصمتٍ. كنتُ في أوائل العشرينات من عمري، وكان هو في أوائل الثّلاثينات، كنتُ أسمع عن شجاعته، وعن عقيدته القِتاليّة، وعن حماسته، لكنّني في تلك اللّيلة رأيتُ منه وجهًا آخر، اقتربت منه وسألتُه : “كيفَ ترى الأمور؟
أخبار الأمة
السودان بين الجنرال الانتهازي وأمير الحرب
لعل من أكبر مخاطر بقاء السلطة في يد العسكر بدون أن يكون هناك وازع ديني أو منظومة أخلاقية تحاسب وتشرف على هذه السلطة ؛ هو ما نشاهده من بادرة حرب أهلية في بلد السودان الحبيب.